حضارة الإنكا منبع الأسرار المفقودة هل تساءلت يوما لماذا اختفت حضارات عظيمة فجأة؟ لماذا تمحى أمم كاملة من الذاكرة، وتبقى آثارهم تنظر إلينا صامتة، كأنها تطلب منا أن نفهم شيئا؟ إن حضارة الأنكا لم تكن مجرد قبيلة بدائية في جبال الأنديز بل كانت إمبراطورية من أسرار لا تروى. في مكان لا تصل إليه إلا أرواح مستعدة للضياع، حيث تختلط السماء بالحجارة، والضباب بالزمن ولدت حضارة تثير الشك في قوانين التاريخ ذاته.
بداية حضارة الإنكا : من أين جاءوا؟
الكتب تقول لنا إن الإنكا ظهروا في القرن الثاني عشر الميلادي، لكن أنا وأنت نعلم أن التاريخ ليس دائما صادقا أو لكي اكون دقيق ليس التاريخ بل من يكتب التاريخ يُقال إن مؤسسهم، مانكو كاباك، خرج من كهوف الظلال التي يسكنها إله الشمس إنتي، ليقود شعبه إلى الأرض الموعودة مدينة كوسكو. ولكن لحظة هل كان مانكو إنسانًا؟ أم كان شيئًا آخر؟ ألا تلاحظ أن كل حضارة مريبة تبدأ من مخلوق سماوي أو مبعوث من الشمس؟ مثل حضارة العراق الأنوناكي هل هي مصادفة أم تشابه متعمد لإخفاء الحقيقة؟
إمبراطورية بلا لغة مكتوبة؟ من يصدق؟ كيف لإمبراطورية امتدت من الإكوادور حتى تشيلي، تضم أكثر من 12 مليون نسمة، أن تدار بدون كتابة؟ لا وجود لكتب، لا وثائق فقط كويبو حبال معقودة بألوان وأشكال غريبة. لكن هل كانت مجرد وسيلة بدائية؟ أم أنها نوع من التشفير الروحي؟ بعض الباحثين يؤمنون بأن الكويبو تحتوي على رسائل من حضارات غير بشرية، مشفّرة بطريقة لا نفهمها. لكن أغلب تلك الحبال أحرقت عند الغزو الإسباني لماذا؟ هل كان الإسبان يجهلون قيمتها؟ أم عرفوا أكثر مما قالوا؟
ماتشو بيتشو: المدينة التي لا تخضع للزمن
في أعالي جبال الأنديز، تقع ماتشو بيتشو، المدينة المقدسة التي لم يستطع الإسبان الوصول إليها قط. بنيت بدقة مستحيلة الحجارة تقطع وتوضع دون أي مادة لاصقة، لكنها متراصة لدرجة أن شفرة لا تمر بينها. هل تساءلت كيف تمكنوا من رفع تلك الصخور الضخمة إلى ارتفاعات شاهقة؟ لا وجود للعجلات، لا وجود للحيوانات قادرة على هذا الحمل فكيف؟ هل استخدموا تكنولوجيا ضائعة؟ هل وجدوا طريقة للتحكم في الجاذبية؟ أو هل كانوا ببساطة لا يعملون وحدهم؟
شبكة الطرق: أكثر من مجرد ممرات
كاباك نان شبكة الطرق الإنكاوية، بطول 40,000 كيلومتر! تخترق الجبال، تعبر الأنهار، تلتف حول الهاوية ولكن من أجل ماذا؟ لنقل البضائع فقط؟ أم أن هذه الطرق كانت خطوط طاقة تربط بين مراكز روحية في جبال الأنديز؟ أحد الباحثين اقترح أن هذه الطرق تتطابق مع خرائط نجمية عند رسمها من الفضاء. هل بنوها ليحاكي شكل السماء؟ هل كانوا يستقبلون إشارات من فوق؟ هل كانت تلك الطرق نوعًا من الهوائيات القديمة؟ والغريب أنهم كانو عندهم ذكاء جماعي أم تحكم بالعقول؟ نظام الإنكا السياسي والديني كان محكمًا بطريقة تشبه العقل الواحد.
الشعب يعمل بإخلاص، يطيع الأوامر، لا يثور هل كان هذا ناتجا عن إيمان؟ أم هل استخدم الكهنة والملوك أساليب خفية للسيطرة على العقول؟ هل مارسوا شكلاً مبكرًا من التحكم النفسي باستخدام الطقوس، الأصوات، وربما النباتات ذات التأثير الغريب؟ هل تتذكر أن بعض القبائل استخدمت آياهواسكا شراب يفتح بوابات الوعي ويخلق رؤى خارقة؟ ماذا لو استخدمته الإمبراطورية بشكل جماعي لتوجيه العقول؟
لماذا اختفوا؟
الغزاة الإسبان دخلوا كوسكو عام 1532. وفي غضون سنوات، انهارت إمبراطورية عاشت قرونا. لماذا؟ حتى مع الحرب، حتى مع الأمراض، الانهيار كان سريعًا جدًا لدرجة مريبة. هناك من يقول إن كهنة الإنكا الكبار اختفوا ليلة سقوط العاصمة، حاملين معهم آخر الكويبو، والكتب الحجرية، والسر الأكبر هل كانت هذه نهاية حضارة؟ أم انسحابًا تكتيكيًا؟ لكن كل ما مضى كان مجرد مدخل لأن ما سنراه الآن، هو وجه الإنكا المظلم، الوجه الذي لا يكتب في الكتب المدرسية.
الطقوس هل كان الدم مفتاحًا للاتصال؟
في أعلى المعابد، حيث لا يصل البشر إلا حبواً، كان هناك شيء مختلف طقوس دينية لا يعرفها إلا الكهنة الكبار. يقال إنهم كانوا يقدمون القرابين البشرية، لكن هل كان القتل هو الغاية؟ أم أن الدم هو الوسيط؟ الوسيط بين الإنسان والآخرين؟ سجل في مذكرات الإسبان أن بعض الكهنة كانوا يدخلون في غيبوبة جماعية بعد الطقوس، ويعودون مدعين أنهم تلقوا أوامر من أرواح غير مرئية. هل كان ذلك تمثيلاً؟ أم أنهم بالفعل تواصلوا مع كيان ما؟ شيء ليس من هذا العالم؟ وهل كان هذا الكيان هو ما وجه الإنكا منذ البداية؟
الكهنة سادة الظلال وأوصياء الأسرار
الكهنة في حضارة الإنكا لم يكونوا مجرد رجال دين. كانوا موجهي المصير، المتحكمين في المعرفة، الطب، السياسة، وحتى الفلك. يقال إنهم يملكون كتابًا غير مكتوب ينقل شفهيا من جيل إلى جيل، لا يُسمح لأي غريب بسماعه. هذا الكتاب الممنوع قيل إنه يحتوي على أصل البشرية، وأماكن القوة في الأرض، ومواعيد نهاية الدورات الزمنية الغريب أن بعض هذه التواريخ تتوافق مع نبوءات المايا ومع خرائط قديمة وجدت في الحضارات البابلية تشابه مخيف أم ترابط؟
لعنة الذهب هل كانت الكنوز فخا؟
حين غزا الإسبان أراضي الإنكا، أصيبوا بالجنون ذهب، ذهب، ذهب في كل مكان لكن كلما اقتربوا من الكنز الحقيقي، اختفى فجأة. يقال إن آخر إمبراطور للإنكا، أتاهوالبا، وعد الإسبان بتسليم غرفة مملوءة ذهبًا مقابل إطلاق سراحه فعلوا ثم قتلوه ومنذ تلك اللحظة، بدأت اللعنة. مات المئات من الجنود الإسبان في ظروف غامضة قوافل اختفت في الجبال، ولم يُعثر عليها أبدًا الكنز الذهبي لم يُكتشف حتى اليوم. والأغرب؟ هناك من يزعم أن الكنز ليس ماديًا فقط بل هو المعرفة، وأن من يقترب منه دون أن يكون مستعدًا يُفقد عقله أو يُسحب إلى عالمٍ آخر.
هل سبقت الإنكا حضارات ما قبل الطوفان؟
بعض المعابد الحجرية التي نُسبت للإنكا، تم تحليلها حديثًا، واتضح أن تاريخها أقدم بكثير من ظهور حضارتهم. معابد مثل:
- ساكسايهوامان
- أولانتايتامبو : تحتوي على أحجار ضخمة تم صقلها بطريقة لا يمكن تكرارها اليوم حتى بأحدث الأدوات.
إذن من بناها؟ وهل وجدوها جاهزة؟ هل حضارة الإنكا كانت فقط الوريثة لما قبلها؟ هل وجدت حضارة منقرضة، تُعرف في الأساطير بـ “أطلانتس الأنديز”، وكانت الإنكا مجرد ظل من آثارها؟ طب السؤال الذي يبحث عن جميع الباحثين علي اجابة أين هم الآن؟ وهل رحلوا فعلًا؟ رغم أن الإمبراطورية سقطت، إلا أن هناك قبائل تعيش في أعماق جبال الأنديز حتى اليوم، لا تتحدث مع الغرباء، لا تظهر في الإعلام، لا تبيع من تراثها شيئًا. قبائل يُقال إنها ما زالت تحفظ أسرار الكويبو وأنها بانتظار العودة الكبرى.
بعض النظريات تشير إلى أن الإنكا لم يختفوا، بل انسحبوا إلى بعد آخر، من خلال بوابات طاقية موجودة في الجبال، يقال إن منها:
- بوابة آمارو مورو في بيرو: صخرة ضخمة، فيها فتحة بشكل باب، ويُعتقد أن الكهنة مروا من خلالها إلى النجوم.
- كهف الشمس: حيث وُجدت نقوش غير مفهومة، وحروق غريبة على الجدران.
هل تتخيل أن هناك حضارة كاملة غادرت العالم المادي؟ هل نحن منسيون؟ أم أننا نحن من نسي الحقيقة؟ الحاضر ليس سوى قناع للماضي لقد تعلمنا أن ما يُروى في الكتب لا يُروى بالكامل وأن حضارةً مثل الإنكا، بكل عظمتها، لم تُمحَ إلا حين اقتربت من كشف سرٍّ لا يُسمح للبشر بمعرفته بعد وربما، فقط ربما، كل ما نراه اليوم من اضطرابات، غموض، وحروب، ليس سوى محاولات خفية لإبقاء الحقيقة مدفونة لقد تحدثنا عن نشأة الإنكا، طقوسهم، لعنتهم، واختفائهم لكن هناك شيء واحد لم نُسلّط عليه الضوء بعد لماذا الإنكا؟ ما الذي جعل هذه الحضارة بالتحديد تخفى، تشوه، وتدفن في التراب والكتب المنسية؟ هل كان السبب هو أنهم اكتشفوا شيئًا لا ينبغي أن يُعرف؟
أسرار حضارة الإنكا الكويبو: لم تكن مجرد عُقد بل مفاتيح للزمن؟
تخيل معي يا صديقي أن تكون هناك أداة من الخيوط، يمكنها أن تخزن بيانات، رموز، تواريخ، أو حتى نوايا هذا ما كان عليه الكويبو في حضارة الأنكا و لكن هناك نظريات أكثر جرأة: تقول أن الكويبو كانت تستخدم لكتابة ترددات صوتية وموجات طاقية، يمكن تنشيطها بأصوات معينةو تم تصميمها لتُقرأ فقط في لحظات معينة من اليوم، أو خلال ظواهر فلكية محددة و يعتقد أن بعضها لم يفعل حتى الآن وأن تفعيلها قد يفتح ما يسمى بذاكرة الأرض.
ماذا لو كانت الكويبو تقنية زمنية؟
ماكينة بدائية ولكنها روحية، تسمح بالتواصل مع الماضي أو حتى التعديل فيه؟ هل ما زالت الكويبو تنتظر من يفهمها أم أنها تتحرك الآن ببطء من تلقاء نفسها؟ لان النجوم لا تكذب السماء دليلنا الإنكا لم يبنوا مدنهم اعتباطًا كل موقع مقدس، كل معبد، كل صخرة، كانت تشير إلى كوكب، نجم، أو لحظة كونية. ماتشو بيتشو تقع بدقة على نقطة تتقاطع فيها طاقة الأرض مدينة كوسكو نفسها صُممت على شكل نسر طائر رمز الحرية أو الخروج من الجسد تماثيلهم تُوجه نحو كوكبة الدرع، وسهم القنطور، والثريا وهي نفس الكوكبات التي أشار إليها السومريون وقدماء المصريين وهل هي صدفة أن حضارات لم تتواصل قط تركت إشارات إلى نفس السماء؟ أم أن الجميع كانوا يتبعون خارطة خفية؟ خارطة كونية؟ أو خارطة لخروج من هذا الواقع؟
ماتشو بيتشو ليست مدينة بل آلة؟
نظرًا لدقة البناء، والموقع الجغرافي، وتداخل العناصر الطاقية، بدأ بعض الباحثين في التساؤل: هل ماتشو بيتشو كانت مركز تشغيل؟ الأهرامات فيها تصدر ذبذبات منخفضة الرنين عند تسليط ترددات صوتية معينة بعض النقاط داخل المدينة تحدث اضطرابًا في الأجهزة الرقمية حتى اليوم كل المعابد فيها تتصل بنقطة مركزية واحدة: حجرة الصمت غرفة صغيرة، لا يسمع فيها أحد شيئًا لكن كثيرين قالوا إنهم سمعوا نداءات نداءات مِن من؟ أم من ماذا؟
الإنكا ونظرية السلطة الخفية
وهنا نصل إلى السؤال الأهم هل انتهت حضارة الإنكا فعلًا؟ أم أنها لم تبدأ بعد؟ بعض نظريات المؤامرة تشير إلى أن نخبة خفية تُعرف بـحماة الشمس ما زالت تحتفظ بأسرار الإنكا، بل وتستخدمها للسيطرة على الشعوب. هل تساءلت لماذا تُمنع أعمال تنقيب معينة في جبال الأنديز؟ لماذا يُختفي علماء بعد اكتشاف مواقع غامضة؟ لماذا تم إسكات قبائل تدعي أنها تعرف اللغة الأصلية للكويبو؟ يُقال إن هذه النخبة تعرف كيف تحرك الجماهير، عبر رموز قديمة، ترددات صوتية، وصور تحت وعي البشر هل رأيت من قبل رموزًا مألوفة في الإعلانات؟ أو كلمات غريبة في موسيقى مشهورة؟ ربما كانت تلك بقايا رسائل كويبو تم إحياؤها بطريقتها الحديثة.
هل هذه النهاية؟ أم البداية؟
قد تعتقد أن هذه مجرد أساطير ولكن دعني أطرح عليك سؤالًا أخيرًا: لماذا تخفى حضارة لا تملك كتابة؟ لماذا الخوف من أمة اختفت منذ قرون؟ ما الذي لا نُفهمه أم ما الذي لا يريدوننا أن نفهمه؟ ربما الإنكا لم يبنوا حضارة بل تركوا شفرة وشفرة تتحرك ببطء، عبر الزمن، حتى تجد من يقرأها وقد تكون أنت هذا الشخص.
فكرتين عن“حضارة الإنكا: أسرار لا يسمح لنا بمعرفتها حتى اليوم”
موضوع شيق للغاية . وغامض لدرجة شرود العقل .وشعور بالجهل وانحطاط المعرفة لدينا
كلام صحيح يا صديقي